
المطبخ السوداني والعصيدة :-
يتميّز المطبخ السوداني بتنوعه وتعدد مصادره، إذ تندمج خلاله تأثيرات ثقافات مختلفة. علماً أن الطعام يمثّل للسودانيين أكثر من مجرد حاجة غذائية ، فهو يقوم على عادات وتقاليد تُعد من الأسس التي تربط الأفراد بعضهم ببعض , وتعتبر العصيدة السودانية من الأطعمة الشعبية المشهورة في السودان، والتي تتميز بتنوعها ورمزيتها الثقافية للشعب السوداني ، كما أنها تحتوي على العديد من المكونات الغذائية الهامة والمفيدة لصحة الجسم .
تأثرت المأكولات السودانية بالثقافات المتنوعة التي استوطنت السودان عبر التاريخ، إذ صاغت الثقافات العربية والإفريقية والبريطانية والتركية مزيجاً فريداً للمطبخ السوداني، أدى ذلك إلى تعدد وغنى المأكولات التي تجمع بين المكونات المحلية والعالمية , وتعد الأطعمة السودانية جزءاً من التراث الثقافي العريق في السودان، وقد تميزت بتنوعها وجودة مكوناتها على مر العصور ، وتقول فادية خير الله الباحثة في مجال التغذية البشرية لرصيف22: “ثقافة الأطعمة في المطبخ السوداني تأثرت بالعديد من الثقافات والحضارات، فهناك العديد من المأكولات التي تمتد تاريخياً منذ مملكة كوش القديمة، كـ(الدقة) وهي عبارة عن عجينة مصنوعة من الحبوب المطحونة ( عصيدة ) ، ويتم تناولها مع اللبن أو الزبدة أو الجبن، وكان يتناولها الملوك والنبلاء في مملكة كوش القديمة، كما يعد الدجاج المحشي بالأرز والتوابل واللحم المفروم، والكبة السوداني، وطبق البامية باللحم، ضمن أشهر الأطباق الرئيسية السودانية التي تعود لمملكة كوش القديمة”.
كما ان لعصيدة القمح فوائد عدة ذات قيم غذائية مفيدة جدا للجسم مثل تقوية مناعة الجسم و تزويده بالطاقة , والوقاية من امراض القلب و الأوعية الدموية و تقليل ضغط الدم , و الحفاظ على صحة العضلات , و تحسين صحة الدماغ و الجهاز الهضمي , كما ان القمح يحافظ على صحة البشرة و تقليل ظهور التجاعيد فيها .
و كما يبدو ان للعصيدة تاريخ اقدم مما هو متوارث عليه , حيث يعود تاريخ العصيدة الى العصر الحجري القديم خلال المراحل الاولى من الطهي البشري , و اكتشف باحثون إ يطاليون نوع من العصيدة يعود تاريخه إلى 32 ألف سنة في كهف تم العثور عليه في ثمانيات القرن الماضي .
العصيدة السودانية بالتقلية :-
- العصيدة :-
يعد طبق العصيدة من الأطباق سهلة التحضير وبسيطة المكونات، إليك تفاصيل عمل عصيدة سودانية بطريقة صحية :
المقادير لتحضير عصيدة سودانية
- كوبين ماء .
- كوب دقيق القمح الكامل.
- كوب لبن زبادي قليل الدسم.
- ملعقة صغيرة ملح.
- زيت لدهن الطبق بحسب الحاجة
الخطوات لتحضير العصيدة :-
- أحضر وعاء، وأضف الدقيق واللبن وكوب ماء.
- اخلط المكونات جيدًا حتى تتجانس.
- أحضر قدر، وأضف كوب الماء، وضعه على النار بدرجة حرارة مرتفعة
- اترك الماء حتى يغلي، ثم أضف الملح، وقلبه جيدًا .
- أضف خليط الدقيق واللبن للقدر، وقلبه بسرعة وبشكلٍ مستمرٍ حتى تنضج العصيدة وتتماسك.
- اسكبها في 4 أطباق صغيرة أو طبق واحد كبير مدهون بالقليل من الزيت، واتركها حتى تبرد قليلًا.
- اقلبها في طبق للتقديم (رأسًا على عقب).

قدم العصيدة السودانية مع اي طبق ( ملاح ) وتناولها فورًا.
الخطوات لتحضير ملاح التقلية :-
- 4-5 بصل كبير مفروم ناعم او (بصلة مسحونة جاهزة)
- ربع كيلو لحم مفروم
- ماء كمية تكفي
- كوب كبير زيت
- إثنين أو ثلاثة ملاعق ويكة سودانية
- ملح – بهار – ثوم حسب الرغبة
- كوب عصير طماطم
- صلصة
التحضير :-
يقطع البصل ناعما ويحمر في الزيت ثم يضاف اللحم ويحرك على نار هادئة ثم يضاف الطماطم والصلصة ويقلب الجميع حتى ينضج اللحم والطماطم يضاف الماء إلى الخليط السابق ويتبل بالملح والفلفل والبهار والثوم ومرقة ماجي حسب الرغبة ويترك يغلي , تضاف الويكة قليلا قليلا ويخلط بشدة حتى يغلظ القوام نوعا ما ويترك ليغلي حتى تنضج الويكة .
و بهذا تكون التقليه جاهزة و تقدم مع العصيدة أو الكسرة اوالقراصة السودانية .

و ايضا تعتبر الوجبة طبق أساسي بوجبة الإفطار في رمضان بكل بيت سوداني , و ترتبط الوجبة بالثقافة السودانية ارتباط وثيق حيث تقدم بجميع المناسبات .
أثر الحرب على الأكل السوداني :-
تؤثر الحرب السودانية على الاقتصاد والحياة اليومية في السودان، وبالتالي على ثقافة الطعام في البلاد، فبسبب الحرب يوجد نقص حاد في المواد الغذائية، وارتفاع موحش في أسعار الأطعمة، مما يجعل من الصعب الحصول على أطعمة غذائية كافية، وقد أثر ذلك على تنوع المأكولات، وعلاوة على ذلك، تعاني بعض المناطق من انعدام الأمن، مما يجعل من الصعب على الناس الذهاب إلى الأسواق والحصول على المواد الغذائية التي يحتاجونها.
لذا فقد دفعت الندرة والغلاء المجتمع السوداني إلى العودة بشكل أعمق للثقافة التقليدية في الطعام، بعدما غزت ثقافة “الهوت دوج” المجتمع خلال السنوات الأخيرة مع انتشار مطاعم الوجبات السريعة في العديد من الولايات.
تقول خبيرة التغذية الدكتورة مريم الصديق لرصيف22: “الأسر السودانية اضطرت بسبب الظروف الاقتصادية والأمنية الحالية إلى البحث في موروثها الغذائي عن بدائل شعبية، لتتغلب على نتائج الحرب الكارثية، فعادت (القراصة) و(العصيدة) و(المديدة) و(الويكة) بشكل ملحوظ للمطبخ السوداني، كما طفت على السطح وجبات شعبية حديثة، في محاولة للتغلب على غلاء أسعار الطعام”.
بقلم : صوفيا مون