كلية الموسيقى و الدراما على مر الزمان

Author

Categories

Share

كلية الموسيقى والدراما

على مر الزمان

بقلم صوفيا مون

كلية الموسيقى و  الدراما اسم له وقع خاص على كل من عاشرها ,   منذ ان تاسست بداية كمعهد للموسيقى سنة 1969م و حتى يومنا هذا , لم تخرج للعالم سوى بالجمال و الجمال و الكثير منه .

اصوات الالحان التى لاحقتنا منذ الصباح الاول لنا كطلاب موسيقين و حتى الابد جميلة جدا ,  الابداع المتشبع بمسرحيات طلاب الدراما لا ينتهي ,  النظرة المندهشة التي اعترت وجهي و النشوة المندفعة التى لاحقتني يومها لا تفارقني ,  في الذاكرة وكانني اعيشها للابد .

تميزت الكلية دوما بطابع مختلف و بيئة دراسية تميزها عن باقي الكليات ,  نخبة من الاباء الاساتذة ,  و طلاب تميزوا دوما بملامحهم الفريدة و شغفهم المندفع ,  ذكاء و ابداع ,   فن و علم .

تاسست الكلية سنة 1968 وتم افتتاحها بالسنة التالية عام 1969م باسم معهد الموسيقى والمسرح والفنون الشعبية ,  و اهدى السيد الزعيم الازهري اول الة بيانو للكلية .

الفترة 1977-1983 م

البرفيسور محمد سيف الدين

يحكي استاذي العزيز البروفسور محمد سيف الدين واضع منهج قواعد الموسيقى العربية و الغربية , و هو من القضارف اساسا انه درس كل المراحل التعليمية بمدينة القضارف , و اتى للخرطوم سنة 1977م للتقديم للدراسة بالمعهد , يذكر انه قدم للدراسة بالمعهد وبكلية الرياضة و بكلية الفنون الجميلة انذاك  , و شاء القدر ان يقبل بمعهد الموسيفى , تم القبول سنة 1977م و كان في دفعته الاستاذ الراحل معتصم عوض الكريم  و الاستاذ ازهري عبد القادر ,  مدثر بابكر ,  مرغني الزين واستاذ الفلوت صلاح سليمان و عبد الحافظ محمد نور .

بدات الدراسة وواجه صعوبة كبيرة جدا لعدم وجود اي من الاقارب بالخرطوم , حتى قابل احد المعارف من القضارف بالخرطوم صدفة فذهب للسكن معه بمدينة العشرة و كان المعهد بالعمارات شارع61 انذاك فساقه الشغف و حب الموسيقى والرغبة في تعلمها للسير يوميا كل تلك المسافة الطولية جدا للذهاب الى المعهد , تخصص الصوت مع ثلاث طلاب اخرين ; علي السجيد و الاستاذ محمد تاور و الاستاذ مدثر بابكر ,  على يد الاستاذة الانجليزية ميس هيل , و تخصص الجيتار على يد الاستاذة سامية الازهرية والتي تركت العمل بعد فترة قصيرة بسبب بعض المضايقات التي وجهت لها من قبل الاساتذة تاركة بذلك المجال للبعثة الاولى من الاساتذة الكوريون الشماليون بنهاية العام الدراسي الاول , فلما ابتدا العام الدراسي الثاني لم يجد الكوريون طلبة لتدريسهم , فبداوا باختيار طلاب لتدريسهم , فوقع اختيار استاذ الة التشيللو مستر هم اون قن على الاستاذ محمد سيف الدين و الاستاذ مدثر بابكر ,  و على حين قرة تم اقناع استاذ محمد سيف الدين بترك دراسة الصوت فتفرغ بذلك لدراسة التي الجيتار و التشيللو ,  و تزامن ذلك مع مغادرة استاذة الجيتار الاستاذة سامية الازهرية فكان الاستاذ محمد سيف الدين ومعه الاستاذ ممدوح محمد طاهر ] استاذ بجامعة الاحفاد حاليا [ يدرسون بجهدهم الخاص و انضم لاحقا الفاتح حسين في العام الدراسي الثاني ,  فكانوا يسعادونه في الدراسة وتحول بعدها الامر الى زمالة وصداقة .

ومع بداية السنة الدراسية الثانية كان هنالك احتفال بمرور 50 عام للتعليم العالي ,  احتفال كبير جدا كان الخطوة الاولى بدخول الكثافة الصوتية للاوكسترا و الكورال تحت اشراف الكوريون , و يصف استاذي الفترة بانها خلدت زكريات بقمة الروعة مع بهجة وفرحة لزكريات لا يمكن نسيانها ,  و فيها التحق بجمعية شباب السجانة بالرغم من انه لم يكن يملك حتى جيتارا خاصا به و ذكر انه كان يؤجر سماعات التدريب من الاستاذ خليل احمد رحمه الله ]  ملحن يا سلام منك انا اه لمحمد وردي [ مع الاستاذ بشير عبد العال الملقب ببشير سلوى ]  ملحن اغنية ابراهيم عوض يا سلوى [ و خرجت بعدها الفرق الغنائية و الجمعيات .  

و هكذا استمرت الدراسة حتى السنة الدراسية الثالثة عام 1980م احتفال مهرجان الثقافة فالتحق محمد سيف الدين بقسم دراسة التاليف و ترك الجيتار لعدم وجود استاذ في الاساس و استمر هكذا بدراسة الة الشيللو و التاليف .  

و فيما يخص الاصدقاء فمن اعز اصدقاء الاستاذ الاستاذ مدثر بابكر و الاستاذ علي السجيد مع الاستاذ عبد الحافظ محمد نور ,  و كون الاربعة صداقة جميلة , يبدا يومهم الرابعة صباحا للذهاب لمعهد الموسيقى والتمرين لفترات طويلة تمتد لاكثر من 11 ساعة يوميا يدفعهم الشغف و حبهم للموسيقى  و المساء للعب كرة القدم بكلية التربية الرياضية سويا و في الليل سينما النيلين لمشاهدة فلم اخيرا .

و شهدت فترة وجود الكوريين نشاطا كبيرا بالاوكسترا و الكورال و ازدهارا كبيرا منذ العام 1979- 1990م . اقام الكورال عدد من الحفلات الموسيقية اكبرها مهرجان الثقافة الثاني سنة 1982م

تخرج الاستاذ البروف محمد سيف الدين بدرجة البكلاريوس بتاريخ 29 يوليو 1982م بمشروع تخرج كبير جدا بالقاهرة

الكورال في معهد الموسيقى والمسرح و الفنون الشعبية في فترة الاساتذة الكوريين سنة 1982م

الفترة 1990-2000م

استاذ الصافي مهدي

دخل للدراسة بالمعهد عام 1990م بشمبات ,عقب ثورة التعليم العالي الذي حول المعهد من معهد الموسيقى والمسرح والفنون الشعبية الى كلية الموسيقى و الدراما,  ما يلي دخول الدفعة للمعهد بثلاثة اشهر  طردت البعثة الكورية الشمالية من الاساتذة من السودان و جمدت الدراسة لاربعة سنوات و طرد حوالي 60 طالب من الكلية  و عادت الدراسة سنة 1994م بعدد 27 طالب , و لكن بدون اوكسترا وكورال حيث لم ترى الدفعة للكلية ]حسب ذكر الاستاذ[ نشاطا للكورال سوى في الثلاثة اشهر الاولى التى سبقت مغادرة الكوريون للبلاد  , تليها بالتاكيد محاولات عدة من الاساتذة السودانيين لاحياء الكورال مجددا ,و لكن لم تنجح اولا لقلة عدد الطلاب النشطين, و جمدت الدراسة مجددا سنة 1996م بسبب المظاهرات الجامعية .

تخرج الاستاذ الصافي مهدي اخيرا بعد 10 سنوات سنة 2000م بكورال اخر لمشروع التخرج بعدد 8 طلاب فقط ,  عاد الصافي مهدي وعين استاذ في الكلية سنة 2007م ,  و مع الاستاذ الطيب صديق ] طالب بقسم الدراما ومنتج بقناة النيل الازرق [ الذي قام بتبني فكرة اعادة اوكسترا و كورال كلية الموسيقى والدراما و تحت اشراف الاستاذ الصافي مهدي و رئيس شعبة الصوت استاذ النور درب الطلاب بفكرة عمل تسجيل لعيد الاستقلال 2009م ,  ومنه عاد كورال كلية الموسيقى والدراما للازدهار  .

صورة من التخرج سنة 2000م

دفعة 1990م بقيادة الصافي مهدي

كوال كلية الموسيقى والدراما

سنة 2022م

صوفيا [ طالبة ]

قبلت بكلية الموسيقى و الدراما بشهر مارس من العام 2022 , كطالبة بقسم الموسيقى تخصص الة الشيللو , تمكنت مني الكلية بالوهلة الاولى , و قعت في حبها على الفور , احببت الدراسة و الاساتذة , احببت اصوات الالحان المتداخلة بسبب تمارين الطلاب الاكبر سنا , لم استطع منع الدهشة التي اعترتني فجاة , احببت كل شي بتلك الكلية , احببت الحرم الجامعي و كيف تستولي عليه الخضرة , احببت صف البيانو , احببت الشيللو و التمرن لساعات طويلة بالرغم من الضعف والالام و الجروح التي غطت اناملي , احببت زملائي , احببت صديقاتي اللاتي عرفتهن بالكلية , احببت كل يوم من تلك الاشهر التي قضيها ادرس الموسيقى , و الان لا توجد كلمات تكاد تكفي ما احس به من فقد و شوق لكل تلك الايام , كفتاة درست بالكلية باكثر الفترات استقرارا لم اواجه الكثير من الصعوبات , كانت البيئة الدراسية مهيئة بنخبة من الاساتذة , طلاب تميزوا باخلاقهم الحميدة و جدهم في دراستهم , احب ان اشكر كل اساتذة وطلاب كلية الموسيقى والدراما لمساهمتهم في تكوين ذلك المجتمع الجميل , ليحفظ الله السودان , و نعود باذن الله لتكملة كل ما بداناه و يرجع السودان و ترجع الدراسة وكلية الموسيقى والمسرح بحال افضل ان شاء الله .

Author

Share